هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العَـــفـو ...سلاحُ الأقوِيــَاء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
almo3taza bi diniha
ستار المنتدى
ستار  المنتدى
almo3taza bi diniha


عدد الرسائل : 295
العمر : 34
الموقع : Spain
تاريخ التسجيل : 23/10/2007

العَـــفـو ...سلاحُ الأقوِيــَاء Empty
مُساهمةموضوع: العَـــفـو ...سلاحُ الأقوِيــَاء   العَـــفـو ...سلاحُ الأقوِيــَاء Emptyالإثنين أبريل 21, 2008 4:32 am


العَـــفـو ...سلاحُ الأقوِيــَاء 57

العَـــفـو ...سلاحُ الأقوِيــَاء

العَـــفـو ...سلاحُ الأقوِيــَاء 0001

من أعظم الأخلاق
رفعة العفو عند المقدرة , وهذه عبادة مهجورة , وهي من صفات الله وأسمائه الحسنى فهو
سبحانه : العفو القدير , أي:يعفو بعد مقدرته على الأخذ بالذنب والعقوبة على المعصية
.
فالعفو بدون مقدرة قد يكون عجزاً وقهراً , ولكن العفو مع المقدرة والانتقام
فلا شك أنه صفة عظيمة لله فيها الكمال , فهو سبحانه يحب العفو , ويحب أن يرى عبده
يعفو عن الناس

, وقد ربى رسوله على ذلك الخلق العظيم فقال الله لرسوله
:
(خُذِ الْعَفْوَ
وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)
(لأعراف:199)

ويقول
سبحانه وتعالى :
(
فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )
(الشورى: من الآية40)

وقد بشر الرسول صلى
الله وسلم عليه رجلا بالجنة في ثلاثة أيام متتالية , وليس له زيادة صلاة ولا زيادة
صيام ولا زيادة صدقة , وهو لا يتنفل بالقيام كثيرا ولا بالصلاة كثيرا

فلما
تقصى ابن عمر رضي الله عنه ذلك وجد أنه لا ينام حتى يعفو عن الناس كلهم يقول :
اللهم إني قد تصدقت بعرضي على الناس وعفوت عمن ظلمني .
فالمسلم يكون هينا لينا
سمحا تقيا , سهلا عفوا قريبا إلى الناس , متوددا إليهم , باذلا لهم , ناصحا لهم ,
ملتمسا لهم الأعذار في جميع تصرفاتهم نحوه , ويقول إذا صدر منهم ما يغضبه: هذا من
الشيطان وليس منهم بل الشيطان هو الذي نزغ بهم , وهو الذي شجعهم على ذلك .
ومن
حاول أن يربي نفسه على هذه العبادة عاش مستريحاً , ينام ويستيقظ وهو في راحة
.
العَـــفـو ...سلاحُ الأقوِيــَاء 148

يقول
الإمام ابن القيم : (يا ابن ادم .. إن بينك وبين الله خطايا
وذنوب لايعلمها الا هو , وإنك تحب أن يغفرها لك الله , فإذا أحببت أن يغفرها لك
فاغفر أنت لعباده , وأن وأحببت أن يعفوها عنك فاعف أنت عن عباده , فأنما الجزاء من
جنس العمل ... تعفو هنا يعفو هناك , تنتقم هنا ينتقم هناك تطالب بالحق هنا يطالب
بالحق هناك
).
إن الرحمة في قلب العبد تجعله
يعفو عمَّن أساء إليه أو ظلمه، ولا يوقع به العقوبة عند القدرة عليه، وإذا فعل
العبد ذلك كان أهلاً لعفو الله عنه. يقول الله تعالى: {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ
وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ
اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
[النور:22].

وقد نزلت هذه الآية عندما
حلف أبو بكر رضي الله عنه ألا ينفق على مِسْطَح لأنه من الذين اشتركوا في إشاعة خبر
الإفك عن عائشة رضي الله عنها، وقد كان الحلف عقوبة من الصديق لمسْطَح، فأرشد الله
إلى العفو بقوله:
{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا}.


ثم ألمح
الله في آخر الآية إلى أن من يعفو عمَّن يسيء إليه فإن الله يعفو عنه: { أَلا تُحِبُّونَ أَنْ
يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}.


وقد ورد عن
الصديق رضي الله عنه أنه قال: "بلغنا أن الله تعالى يأمر مناديًا يوم القيامة
فينادي: مَن كان له عند الله شيء فليقم، فيقوم أهل العفو، فيكافئهم الله بما كان من
عفوهم عن الناس".


العَـــفـو ...سلاحُ الأقوِيــَاء 148
الدعوة بالأخلاق الحميدة

إن الإسلام يريد من أبنائه أن
يكونوا دعاةً للإسلام بأخلاقهم الحميدة من أجل ذلك وجههم إلى العفو حتى عن الكافرين
إن أساءوا على المستوى الشخصي : {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ
لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
[الجاثـية:14].

ولقد كان
تعامل المسلمين بهذه الأخلاق السامية مع غير المسلمين سببًا لإسلام كثير منهم،
وأسوة المسلمين في هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهذا عبد الله بن مسعود رضي
الله عنه يقول: "كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيًا من الأنبياء
ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: (رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) ".

إن تربية الإسلام لأبنائه على
هذا المعنى العظيم السامي هي التي جعلت عمر بن الخطاب يقول:
"كل أمتي مني في
حِلٍّ".


ونفس المعنى نستشعره في كلمات
ابن مسعود رضي الله عنه حين جلس في السوق يشتري طعامًا، فلما أراد أن يدفع الدراهم
وجدها قد سُرقت، فجعل الناس يدعون على من أخذها، فقال عبد الله بن مسعود: "اللهم إن كان حمله على
أخذها حاجة فبارك له فيها،
وإن كان حملته جراءة على الذنب فاجعله آخر ذنوبه".



العَـــفـو ...سلاحُ الأقوِيــَاء 148
العفو
أولى

وإذا كان الإسلام قد قرر حق المظلوم في
معاقبة الظالم على السيئة بمثلها وفق مقتضى العدل، فإن العفو والمغفرة من غير تشجيع
على الظلم والتمادي فيه أكرم وأرحم. قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ
يَنْتَصِرُونَ * وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ
فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ
بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ
عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ
أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ
عَزْمِ الْأُمُورِ}
[الشورى: 39 -
43].

فقوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ
يَنْتَصِرُونَ * وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا}
يبرز حق المؤمنين في الانتصار
لأنفسهم إذا أصابهم البغي، ويضع لجامًا لهذا الانتصار للنفس وهو الحد الذي لا يجوز
تجاوزه.

ثم يعرض الله مرتبة الإحسان مشجعًا عليها
فيقول: { فَمَنْ عَفَا
وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}
ثم يتبع
ذلك بإعلان حرمان الظالمين من محبة الله: {إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}.

ثم يرجع النص فيعلن حق المظلومين في أن
ينتصروا لأنفسهم، ويعلن بشدة استحقاق الظالمين للعقاب في الدنيا، وللعذاب الأليم في
الآخرة فيقول: { وَلَمَنِ
انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا
السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ
بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
، ثم لا يدع النص مرتبة العدل هذه تتجه
إليها الأنظار بالكلية، بل يدفع مرة ثانية إلى مرتبة الإحسان بالصبر والمغفرة
معلنًا أن ذلك من عزم الأمور: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ
عَزْمِ الْأُمُورِ}.



العَـــفـو ...سلاحُ الأقوِيــَاء 148
العفو دليل كرم النفس
إن الذي يجود بالعفو عبدٌ كرمت عليه نفسه،
وعلت همته وعظم حلمه وصبره، قال معاوية رضي الله عنه: "عليكم بالحلم والاحتمال حتى تمكنكم الفرصة،
فإذا أمكنتكم فعليكم بالصفح والإفضال".

ولما
أُتي عبد الملك بن مروان بأسارى ابن الأشعث في وقت الفتنة قال عبد الملك لرجاء بن
حيوة: ماذا ترى؟ قال: إن الله تعالى قد أعطاك ما تحب من الظفر فأعط الله ما يحب من
العفو، فعفا عنهم.

إن العفو هو خلق الأقوياء الذين إذا قدروا
وأمكنهم الله ممن أساء إليهم عفوا.


قال
الإمام البخاري رحمه الله: باب الانتصار من الظالم لقوله تعالى:
{ وَالَّذِينَ إِذَا
أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ}


قال إبراهيم
النخعي: كانوا
يكرهون أن يستذلوا فإذا قدروا
عفوا.



العَـــفـو ...سلاحُ الأقوِيــَاء 148
العفو يورث صاحبه العزة

ولأن بعض الناس قد يزهد في العفو
لظنه أنه يورثه الذلة والمهانة فقد أتى النص القاطع يبين أن العفو يرفع صاحبه ويكون
سبب عزته. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نقصت صدقة
من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله"
[رواه مسلم].

وأولى الناس بعفوك
الضعفاء من الزوجات والأولاد والخدم ومن على شاكلتهم، ولهذا لما بيَّن الله أن من
الأزواج والأولاد من يكون فتنة قال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ
أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا
وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
[التغابن:14].

فالإنسان من عادته أن يكون
البادئ بالإحسان لزوجه وأولاده، فإذا وجد فيهم إساءة آلمته جدًّا فلربما اشتد غضبه
وصعب عليه أن يعفو ويصفح لأنه يعتبر إساءة الأهل حينئذ نوعًا من الجحود ونكران
الجميل، لهذا احتاج إلى توجيه إرشاد خاص إليه بأن يعفو ويصفح حتى يستحق من الله
المغفرة والعفو والصفح.

أما الخدم ومَنْ على شاكلتهم فقد سئل عنهم النبي صلى
الله عليه وسلم: كم نعفو عن الخادم؟ فصمت، ثم أعاد عليه الكلام فصمت، فلما كان في
الثالثة قال:
"اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة" [رواه أبو داود وصححه الألباني].

[size=18]فيا إخوتي الأحباء :


[/size]



إذا ما الذنب وافى باعتذار *** فقابله بعفو وابتسام


العَـــفـو ...سلاحُ الأقوِيــَاء 148

هذه بعض المحاضرات

أعمال القلوب - العفو
الشيخ ناصر بن سليمان العمر

فضيلة العفو

الشيخ عبد اللطيف بن هاجس
الغامدي

اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة، والحمد
لله رب العالمين.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://assamed.ahlamontada.com
 
العَـــفـو ...سلاحُ الأقوِيــَاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم الإسلامي العام-
انتقل الى: