الأغاني ................إلى متى ؟؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اخوتي في الله
فلقد تساهل كثير من الناس هدانا الله وإياهم في هذا الزمان بسماع الغناء والتلذذ به والمجاهرة بسماعه رغم تحريمه في الكتاب والسنة ، ورغم ما يشتمل عليه من كلام ساقط ماجن بذيء لا يليق بمسلم عاقل أبداً أن يستمع لمثله فضلاً عن أن يتلذذ به أو يجاهر بسماعه
، والإصابة بمرض الغناء هي بحق أعظم بكثير من الإصابة بسائر الأمراض الأخرى الخبيثة من مسكرات أو مخدرات لأن كل ذلك يزول إذا فطمت النفس عن الغناء .
إن صاحب الغناء وصاحب العشق في سكر دائم وهذا السكر الدائم هو أشنع ما يصاب به الإنسان في هذه الحياة ، ولقد حرم الله الغناء في مكة المكرمة قبل الهجرة وقبل أن تفرض كثير من الفرائض وقبل أن تحرم سائر المحرمات كالخمر وغيره وذلك لخطورته على الأخلاق والسلوك ، وذلك لكي يشب القلب ويبنى على الطهارة والفضيلة من البداية
وانا هنا اخوتي اسألكن سؤال.......مادايعجبكم بالأغاني؟؟
نعم اخوتي.....ما أحوجنا إلى المصارحة؛ فما أكثر ما تمضي بنا أيام هذه الدنيا الفانية دون مصارحة أو عتاب!
ألم تلاحظ يامن يستمعون للغناء أنه:قد يصغى أحدهم لساعات متواصلة لمجموعة من
الأغاني، وقد يهتز جسده كله وتتفاعل نفسيته مع تلك الاغاني ,ولكنه في الوقت نفسه يصعب عليه للغايه ان يجلس نصف ساعه فقط مع كتاب الله ء عز وجل ء! مع أنه شفاء لما في الصدور، ومع أنه هدى ورحمة، وهو كلام الله والغناء كلام بشر!
هل سألت نفسك:لماذا تحلو الأغاني في عين أحدكم، وتستمتع بها بينما يصعب عليك جلوس في تدبر مع القرآن..؟
لأن الله قال: " وزين لهم الشيطان أعمالهم " هذه الحقيقة
اخوتي...مصيبة أن نخدع أنفسنا. يا لها من مصيبة، والمصيبة العظمى إيهامها بأن هذا الخداع ميزة ومجد وفضيلة!
فأين نذهب بأنفسنا؟! ولمصلحة من نخدعها ونغشها؟!
الأغاني هم وضيق، بل وحياة ضنك لأنها إعراض عن ذكر الله، وقد قال الله: " وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ".
الأغاني حقيقتها حسرة وألم، وإن كانت هناك نشوة فإنها نشوة مزيفة من فعل الشيطان ما تلبث أن تطير وتذهب في الهواء؛ لكن الذنب لن يطير في الهواء بل سيدونه الملك في كتابك.
استمعوا اخوتي.....هذا الخطاب الرباني لإبليس اللعين.. قال ء تعالى ء: " وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً ".
قال ابن كثير ء رحمه الله ء في تفسيره: وقوله ء تعالى ء " واستفزز من استطعت منهم بصوتك " قيل هو الغناء .
قال مجاهد: باللهو والغناء أي استخفهم بذلك.
وقال العلامة ابن القيم ء رحمه الله ء تعالى ء: ومن مكائد عدو الله ومصائده التي كاد بها من قل نصيبه من العلم والعقل والدين، وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين، سماع المكاء والتصدية والغناء بالآلات المحرمة، ليصد القلوب عن القرآن، ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان، فهو قرآن الشيطان، والحجاب الكثيف عن القرآن، وهو رقية اللواط والزنى، وبه ينال الفاسق من معشوقه غاية المنى، كاد به الشيطان النفوس المبطلة وحسنه لها مكراَ وغروراً، وأوحى إليها الشبه الباطلة على حسنه، فقبلت وحيه، واتخذت لأجله القرآن مهجوراً.. انتهى كلامه ء رحمه الله ء.
ثم ما ذا يعقب ذلك؟! تزول تلك النشوة الباطلة والفرح الموهوم وتبقى حسرة المعصية و تذهب الفرحة المزعومة ويبقى الذنب مسجلا في صحيفة الأعمال
فحتى متى ا خوتي.....؟؟
فتقبلوا مني رعاكم الله هذه النصيحة… فأني لم اسطرها إلا لخوفي الشديد عليكم من عقاب الله الأليم …فالله يمهل ولا يهمل……
إن الغناء أو الموسيقى الذي تسمعون إليه… حرام ولا تجوز بتاتا…( أرجوكم استمروا في القراءة ولا ترموا النشرة جانبا ) ….
1)لأن الله حرمه… قال تعالى< وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ
لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ
لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ > … وقد فسر المفسرون (لهو الحديث ) بالغناء
2)لأن الرسول صلى الله عليه و سلم أكد تحريمه …فقد قال محذرا و مبينا صلوات ربي و
سلامه عليه (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير و الخمر و المعازف ) بمعنى
أنها أشياء محرمة و سيأتي زمن سوء تستحل فيه هذه المحارم ..
فاسأل نفسك هذا السؤال و بصدق :
أقول لمن قال نعم أحس بضيق ما دمت تحس بضيق فلم تستمع إليها إذن…..
ولمن قال لا أحس بضيق وإنما أشعر بنشوة و سرور أعلم أن تلك النشوة إنما هي
نشوة مؤقتة ينقلب بعدها القلب إلى قلب تعيس لا يعرف للسعادة طريقا ولا للحياة معنى
و لا هدفا …….
و دهشت – أيما دهشة ء من أحل لنفسهل سماع الأغاني بغير وقت الصلاة و
الآذان بحجة أنها فقط تلهي عن الصلاة فإذا جاءت الصلاة أصبحت محرمة … من أين أتوا
بهذا الحكم الغبي الأحمق ؟؟!؟
إن عمرك عبارة عن دقائق بل ثواني بل لحظات ….. وكل هذه الأشياء أنت محاسب
عنها سواء كنت في وقت صلاة أم في غير وقت صلاة …
اخوتي ألا تعلموا أن الملكين يسطران عليك كل شيء منذ أن بلغت حتى تنزع روحك و ما أدراك متى تحين وفاتك .. قد
تموت الآن و أنت تقرئ هذه الكليمات و قد تموت وأنت تسمع الأغاني الماجنة
فبئس الخاتمة …
والمرء مع من أحب ….فلك الخيار هل تريد أن تكون مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه أم مع العتاة العصاة …..
فاربئ بنفسك عن مواطن السوء والهلكة لتصبح من الفائزين بجنة عرضها كعرض الأرض والسماوات … و سارع للتوبة حال قراءتك للنشرة لأن الشيطان قد يصدك عن ذلك إن أنت
سوفت أمر توبتك …
قد يسأل أحدكم كيف أتخلص من الأغاني ؟ فإنني قد تعودت عليها و لا أستطيع
تركها بسهولة ؟؟
أخوتي إليكم هذه الخطوات التي ستسهل لك هذا الأمر بإذن الله :
2) أن تقوم بتحطيم كل ما تملك من أشرطة … وإن كانت لغيرك أن تتخلص منها بسرعة مع إرفاق نصيحة رقيقة لهم ، ويجب أن لا تخجل من ذلك ….
4) إذا استهزأ بك أحدا أو انتهرك أحدهم على تركك سماع الاغاني فلا ترد عليه ، واشغل لسانك بذكر الله حال مخاطبته لك ، و قول له إذا انتهى من كلامه \"جزاك الله خيرا و هداك \" فإن هذه الكلمة تؤنب نفسه و تهدئ نفسك….
5) إذا كان أحد والديك من يستمع الأغاني وضح لهما حكمها بكلمات مهذبة ، و ضع لهمانصائح رقيقة في أماكن جلوسهما و أخبرهما أنك متضايق من هذه الأغاني لأنها تشعرك بأنك بعيد عنهما …
أخيرا إخوتي …
أعلم أن هذه الخطوات سهلة جدا جدا إذا أخلصت أمر توبتك لله ، واستعنت به في سد منافذ الشيطان عليك … ولا تسوف و تقول بعد هذا الشريط الجديد سأتوب … ولا تقولي بعد يوم .. بعد شهر.. بعد سنة … فالشيطان يجعل اليوم يومين والشهر شهرين و السنة سنتين و ……، بل تخيل كلما هممت بسماع الغناء أن الرصاص المذاب يصب في أذنك ……
…أخوتي إذا كان أحدمن أ صدقاؤك يسمع الأغاني فانصحهه فإن لم يستمع لك فيجب أن
تفارقيهما فورا ، و لا تقولم يكفي أن أتوب أنا و لن يؤثر علي ، و يجب أن لا تخجل من النصيحة …
وأخيرا أسأل الله أن يرينا الحق حقا و يرزقنا أتباعه و يرينا الباطل باطلا و يرزقنا
اجتنابه ….وأن يهدينا إلى سواء السبيل …..
هذا والله أعلم و صلى الله على نبينا محمد و آله و صحبه وسلم تسليما كثيرا…،
الجمعة أبريل 18, 2008 6:08 am
